كان يعتزم الاتجاه للإنشاد الديني
أكد ''دلندة السعيد''، الذي كان بصحبة مطرب الأغنية الشاوية الجزائري "كاتشو"، في الحادث الذي أودى بحياته، أن الأخير كان قد أدى صلاة العصر
بالمسجد قبل الحادث المفجع، مشيرا إلى أن "كاتشو" كان يعتزم أداء عمرة شهر رمضان المبارك.
وأوضح السعيد، الذي يرقد بالمستشفى الجامعي بباتنة لتلقي العلاج، جراء إصابته بالحادث، أن الراحل استقدمه من عين التوتة لإصلاح مضخة للمياه لري أشجار ومحاصيل مزرعته بقرية حملة، موضحا أنه تركه بالمزرعة وذهب لأداء صلاة العصر، وبعد عودته قرر أن يوصله إلى عين التوتة حيث يقيم-بحسب صحيفة الشروق الجزائرية 15 أغسطس/آب-.
أوضح أن المطرب الجزائري الراحل أبلغه أنه يريد العودة إلى باتنة بسرعة؛ كي يتمكن من مشاهدة مباراة كرة القدم بين المنتخب الجزائري وأورجواي، موضحا -في الوقت نفسه- أنه كان يسير بسرعة عادية، وفي الساعة الخامسة وعشرين دقيقة أراد تجاوز شاحنة كانت تسير أمامه، لكنه فوجئ بسيارة أخرى تتجه نحوه بسرعة فائقة، وفقد سائقها السيطرة عليها؛ فاصطدمت بسيارة "كاتشو".
وأضاف أن الحادث وقع على مسافة 15 كم من مدينة باتنة، مشيرا إلى أنه تم نقلهما معا إلى المستشفى، وكان "كاتشو" في حالة خطيرة؛ حيث لفظ أنفاسه الأخيرة.
ومن جهة أخرى، ذكرت صحيفة الشروق الجزائرية أن "كاتشو" كان قبل رحيله معتكفا لإتمام قراءة القرآن الكريم في باريس، بصحبة الفنان دادي، وسأله الأخير لماذا هذا التركيز الكبير في كتاب الله وفي هذا الوقت؟ أجابه قائلا "أريد أن أفتح صفحة بيضاء مع ربي، وأدخل رمضان بقلب سليم، وأظفر بزيارة البقاع المقدسة".
وأشارت الصحيفة إلى أن الراحل كان قد أبلغ مقربين منه عزمه التوجه إلى الإنشاد الديني، وتوظيف صوته في خدمة الفن الديني كصدقة جارية لا تموت.
وفي سياق مختلف، كشف الشاب توفيق أن مشروعا لإصدار ألبوم جديد لدعم المنتخب الجزائري لكرة القدم، كان يربطه مع الراحل "كاتشو"، والشاب علاوة، مشيرا إلى أن مشروع الألبوم سيظل قائما، وسيهدى لروح فقيد الأغنية الشاوية.
وكان مطرب الأغنية الشاوية الجزائري "كاتشو" قد لقي مصرعه إثر حادث سير مروع، وقع على الطريق الرابط بين بلدية عين توتة وولاية باتنة (شرق الجزائر).
وذكرت مصادر طبية أن "كاتشو" فارق الحياة في المستشفى الجامعي لباتنة؛ حيث نقل مبتور الساقين نتيجة قوة الاصطدام، كما أسفر الحادث عن وفاة أربعة مواطنين آخرين على الفور.
ووقع الحادث على الطريق الرابط بين عين توتة وباتنة على بعد 15 كلم من عاصمة الولاية، إثـر اصطدام سيارة "رونو سينيك" كان يقودها "كاتشو" بشاحنة من الوزن الثقيل.
زعيم الأغنية الشاوية
ويعد المطرب "كاتشو" -واسمه الحقيقي "علي ناصري"- أحد أبرز الوجوه الفنية التي اشتهرت بالطابع الشاوي الأصيل، ويبلغ من العمر 45 سنة؛ حيث ولد عام 1965 بمدينة باتنة التي يقطن بها.
وأدى "كاتشو" فريضة الحج عام 2005، وهو ما جعله شبه معتزل عالم الفن، وهو متزوج وأب لولدين، ويعتبر من مطربي "الشاوية" الذين يؤدون باللغة العربية، وله عدة أغانٍ وطنية ودينية ناجحة، وغالبية أغانيه التي نالت نجاحا كبيرا من التراث الجزائري.
وكانت آخر إطلالات المطرب أمام جمهوره بمناسبة تنشيطه حفلا في مهرجان تيمقاد الدولي قبل عشرة أيام، وسجلت السهرة الأخيرة حينها لفتة رائعة من الفنان الشاوي؛ الذي صعد على خشبة المسرح الروماني، وكرم لخضر بن تركي -محافظ المهرجان- ببرنوس تقليدي من الأوراس، يؤكد مدى عراقة وأصالة أبناء الأوراس.