«مكالمة مسجلة» كشفت عن المتهمين بقتل ممثل مغمور فى الشيخ زايد
مكالمة هاتفية كشفت عن جريمة قتل ممثل مغمور فى الشيخ زايد. المكالمة جرت بين متهمة بالقتل وصديقها الذى تربطه بها علاقة غير شرعية.. وعليه توصلت المباحث إلى هوية المتهمين الثلاثة بالقتل، وقدمت المباحث «صديق المتهمة » فى الجريمة بوصفه متسترا ليصل عدد المتهمين إلى أربعة وروى المتهمون الثلاثة تفاصيل الجريمة كاملة بينما وقف المتهم الرابع لا يتكلم ووجهه فى الأرض وقال إنه لا يعرف القتيل ولا كيف حدثت الجريمة
جرت التحقيقات بإشراف المستشار حمادة الصاوى، المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة وباشرها هيثم أبوالحسن، وكيل أول النيابة بسكرتارية وليد مدحت. وتقرر حبس المتهمين ٤ أيام جددها قاضى المعارضات ١٥ يوما على ذمة التحقيقات.
أفادت التحريات والتحقيقات أن المتهمة الأولى تعمدت التعرف لإقناعه بالتنازل عن قضية متهم فيها شقيقها بالسرقة بالإكراه ويواجه عقوبة السجن ٧ سنوات، وحاليا تنظر محكمة النقض قضيته.. وتبين أن المتهمة الاولى أوهمت الضحية برغبتها فى التمثيل لتتقرب منه. واعترف المتهمون فى تحقيقات النيابة بأنهم ارتكبوا الحادث بطريق الخطأ وأنهم لم يقصدوا التخلص من القتيل وأنهم تركوه «حيا» داخل الشقة وفوجئوا بالقبض عليهم وتوجيه تهمة القتل لهم.
تقول المتهمة الاولي دعاء ٢٤ سنة: منذ عام ونصف حدثت مشاجرة بين عمتى والمجنى عليه بسبب تأخره فى دفع الإيجار لها وحاول الاعتداء عليها أثناء المشاجرة لكن شقيقى تدخل واعتدى عليه بالضرب لتأديبه.. فوجئنا بعدها برجال المباحث بقسم شرطة شبرا يلقون القبض على شقيقى محمد بتهمة سرقة مشغولات ذهبية من داخل شقة القتيل، البلاغ كان كاذبا ولكن لم يقتنع أحد بذلك وتمت إحالة محمد إلى محكمة الجنايات بتهمة السرقة بالإكراه وحكم عليه بالسجن ٧ سنوات، حضرت جميع جلسات المحاكمة حتى صدر الحكم، كانت مفاجأة للأسرة، كنا نتوقع البراءة، لم نستطع إحضار محام للدفاع عنه، لكن أحد الجيران أخبرنا أن الحل الوحيد أن المخرج يتنازل عن القضية فى جلسات النقض.
فكرت أنا وشقيقتى - الحديث لدعاء - فى حل لإقناع الممثل بالتنازل عن القضية، حتى اتفقنا على أن أتعرف عليه وأخبره أنى أريد التمثيل.. علمنا عنوانه الجديد فى مدينة الشيخ زايد، بعد ٣ أيام من مراقبته تعرفت عليه عن طريق مصادفة وأخبرته أنى اسمى سميرة وأريد التمثيل وأحتاج إلى مساعدته.. ٤ لقاءات فقط جمعتنا سويا بأحد مقاهى وسط البلد.. أخبرته فى المرة الأخيرة بأنها تريده أن يتنازل عن القضية المتهم فيها شقيقى.. رد بأنه يريد مهلة للتفكير.. بعد يومين اتصلت به أعطانى العنوان وأكد لى أنه ينتظرنى داخل شقته للاتفاق على التنازل.
اتصلت بشقيقتى ورويت لها ما حدث وشعرت بالخوف من رغبته فى اللقاء.. اتفقت مع شقيقتى على الحضور بصحبة زوجها والانتظار فى الخارج للتدخل إذا حاول الاعتداء على. وصلنا إلى الشقة.. ووقفت شقيقتى سماح وزوجها علاء فى الخارج ينتظرانى. بدأت فى إقناعه بالتنازل عن القضية ولكنه حاول الاعتداء على كما توقعت فأطلقت صرخة مدوية.. حضرت شقيقتى سماح وعلاء إلى الشقة وكسرا الباب.حاول القتيل الصراخ ولكننا منعناه وقمنا بتكتيفه من يديه وقدميه حتى لا يعتدى علينا أو يصرخ مرة أخرى ويتم القبض علينا مثل شقيقى المحبوس.
تركنا ه وبعد ٣ أيام فوجئت برجال المباحث يلقون القبض علينا وأخبرونى بأن الضحية توفى، رويت التفاصيل كاملة أمام الرائد تامر الكاشف والنقيب إسلام سلامة معاونى المباحث.
قال المتهم الثانى علاء مصطفى: تزوجت من سماح قبل ٦ سنوات وبعد عام فقط من الجواز رزقنا الله بطفلتنا الوحيدة منة.. أعمل حلاقا بمنطقة اكتوبر. الحياة كانت هادئة بيننا حتى ألقى القبض على محمد شقيق زوجتى فى قضية سرقة. من وقتها تغير الحال الجميع يحاول التدخل للإفراج عنه.. علمت بخططها هى ودعاء لمحاولة إقناع المجنى عليه بالتنازل عن القضية. حاولت إقناعها بالتراجع عن تلك الخطة ولكنى فشلت. حتى جاء يوم الحادث وطلبت منى زوجتى الذهاب مع دعاء الى منزل الضحية لشعورها بالخوف عليها منه.
توجهنا سويا إلى هناك وبعد لحظات سمعنا صرخة عالية من دعاء أسرعت الى المنزل ووجدته يحاول الاعتداء عليها. أبعدته عنها ولكنه أسرع إلى الشرفة للصراخ فمنعته وبعدها أغمى عليه..لم أعرف إذا كان توفى أم لا.. أوثقناه من قدميه ويديه حتى لا يلحق بنا وأحضرت زجاجة مياه وقمت بإفاقته من الإغماءة وعدنا إلى منزلنا.
المتهمة الثالثة سماح لم تتحدث عن الجريمة والتزمت الصمت تماما.. بجوارها كان المتهم الرابع ينظر الى الأرض ولا يتحدث إلى أحد.. فقط مكالمة هاتفية جاءته من سماح تسببت فى اتهامه وجاء نص المكالمة: «احنا ضربنا الممثل اللى تسبب فى دخول شقيقى السجن وكنا أنا ودعاء وعلاء ومات».. المكالمة كانت مسجلة على هاتف المتهم الرابع وحرزها رجال المباحث واستعانت بها النيابة فى مواجهة المتهمين الثلاثة ووجهت لهم تهمة القتل العمد وللرابع تهمة التستر على الجريمة..
وتبين أن آخر مكالمة استقبلها القتيل كانت من المتهمة الثالثة وبمراقبة هاتفها المحمول تبين اتصالها بالمتهم الرابع وأغلقت هاتفها وتوصل رجال المباحث للشاب وسألوه عن صاحبة المكالمة فروى لهم التفاصيل وقدم لهم المكالمة المسجلة.
كانت اجهزة الأمن بأكتوبر تلقت بلاغا من أحمد عيسى «٢٧سنة» محاسب يفيد بالعثور على جثة ممثل مغمور داخل شقته بالعقار رقم ٤٧ بالشيخ زايد، انتقل فريق من المباحث قاده اللواء مصطفى زيد مدير البحث الجنائى.
ودلت التحريات أن الضحية تسبب فى حبس شاب ٧ سنوات بتهمة السرقة بالإكراه، وأن «شقيقة المحبوس» توجهت إلى منزل الضحية لإقناعه بالتنازل عن الاتهام أمام محكمة النقض لتبرئة شقيقها.. وأضافت التحريات أنها توجهت إلى الشقة بصحبة شقيقتها وزوج الأخيرة ووقعت الجريمة.
وبمعاينة الجثة عثر عليها مسجاة على وجهها بالغرفة الداخلية للشقة وأوضحت معاينة المباحث أنه مكبل اليدين والقدمين بسلك كهربائى وحبل بلاستيك وبه عدة سحجات وكدمات بالوجه، تبين أن الجثة للمدعو سمير سعد «٤٩ سنة» فنى تبريد وتكييف، وكشفت تحريات الرائد تامر الكشاف معاون المباحث أن المجنى عليه يعمل ممثلا «كومبارس» فى الأفلام السينمائية والمسلسلات.
تم تشكيل فريق بحث بقيادة المقدم أحمد قابيل رئيس المباحث وألقى القبض على المتهمين الأربعة واعترفوا بارتكاب الجريمة أمام اللواء أحمد عبد العال، رئيس الإدارة العامة لمباحث أكتوبر.
